الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية هذه توصيات ائتلاف المجتمع المدني لرصد التغطية الإعلامية للانتخابات

نشر في  25 أفريل 2015  (12:35)

سلّط ائتلاف المجتمع المدني لرصد التغطية الإعلامية للانتخابات في تونس في تقريره الذي أصدره مؤخرا تحت عنوان "التقرير النهائي حول الحملات الإنتخابية التشريعية والرئاسية في تونس أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2014"، سلّط الضوء على عدد من وسائل الإعلام المكتوبة والالكترونية في ما يخص متابعتها للمشهد السياسي خلال فترة المنافسة الانتخابية الرئاسية والتشريعية.

وأوضحت القراءة المتأتية للأرقام التي كشفها التقرير استحواذ حركتي النهضة ونداء تونس على المشهد الصحفي بأكثر من 32 بالمائة من المادة الإعلامية المرصودة في الصحف المكتوبة، وبينت هذه النسبة وجود "بناء إعلامي" للحملة متركز على الاستقطاب الثنائي.

هذا كما بيّن التقرير المذكور في متابعته للواقع الإعلامي خلال الانتخابات الرئاسية سنة 2014 بأن الباجي قائد السبسي هيمن على أكبر مساحة في التغطية الإعلامية لنشاطات حملته الانتخابية الماضية يليه المرزوقي.

وبيّن التقرير حول رصد أداء الإعلام في الانتخابات التشريعية والرئاسية سنة 2014 بتونس أن الإعلام عكس في بعض محطات تغطيته للحملات الانتخابية وجها من أوجه أداء الفاعلين السياسيين ذاتهم الذين لم يخوضوا نقاشا سياسيا معمّقا يترجم صلاحيات مجلس النواب وصلاحيات رئيس الجمهورية كما نصّ عليها الدستور.

 

حملات إعلامية مبنية على التخويف

كما أكد التقرير أنّ الفاعلين السياسيين بنوا حملاتهم الانتخابية على إستراتيجية التخويف المتبادل والثنائي بين التخويف من مشروع النهضة الاسلاموي ومشروع حركة نداء تونس الذي وصفه خصومه بعودة رموز النظام البائد. هذا التخويف انتقل لوسائل الإعلام التي بنت ثنائية قطبية بين النهضة والنداء في الانتخابات التشريعية وثنائية بين الباجي قايد السبسي ومحمد منصف المرزوقي وهي الثنائية التي صنعت ضغطا على النّاخبين وأوجدت ظاهرة الانتخاب المفيد (le vote utile).

عجز وسائل الإعلام على فرض نقاش فعلي حول مضمون الإنتخابات

كما أن المثير للانتباه وفق ما جاء في التقرير عجز الوسائل الإعلامية المرصودة على فتح نقاش انتخابي فعلي حول مضمون هذه الانتخابات، وبرامج الفاعلين السياسيين وتصوّراتهم لمهام وطبيعة مجلس النواب ومؤسسة الرئاسة، بل تمّ اختصار المشهد الانتخابي في غالب الأحيان بين مؤيدين للنهضة ومعادين لها، وبين مناصرين للنداء ومعادين له، وهو ما صنع استقطابا ثنائيا فرض أجندة انتخابية مغلقة في وجه جمهور وسائل الإعلام. وكان مختصر هذا الخطاب أن من لا ينتخب النداء فانه ينتخب النهضة وهو خطاب تكرس إعلاميا وصنع استقطابا ثنائيا انعكس على الظهور الإعلامي لباقي القوى السياسيّة كما تبين في هذا التقرير.

 

ضرورة فتح نقاش وطني حول دور وسائل الإعلام في مسار بناء الجمهوريّة الثانية

كما أن العديد من المؤشرات بينت أن الوسائل الإعلامية المرصودة لم تنجح في فرض نقاش فعلي حول مضمون المرحلة التي أعقبت إعلان النتائج، وتصوّرات الفاعلين السياسيين لعمل ولعهدتي المجلس والرئيس، ولا عن طبيعة العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعيّة، بل ساهمت في ربط الحدث بالأشخاص، وعدم الخروج من دائرة عمّن سيرأس هذه المؤسسة أو تلك؟ عوض التساؤل عن كيفيّة الحكم؟ ومع من؟ وبأية ممارسات؟

وفي كل الحالات يمكن التأكيد على انّ فتح نقاش وطني حول دور وسائل الإعلام في مسار بناء الجمهوريّة الثانية والمسار الديمقراطي، وضمان انتقال مهني لمنظومة الإعلام هو ضرورة مستعجلة من أجل تحسين أداء وسائل الإعلام في المراحل القادمة وعشية التحضير للانتخابات البلدية والمحلية خدمة للجمهور التونسي ولقواعد وأخلاقيات مهنة الصّحافة.

من النقاط الإيجابية نشر ثقافة المشاركة الانتخابية

ورغم النقائص المشار إليها سابقا، في ما يتعلق بتغطية حملتي الرئاسيات والتشريعيات لدى الكثير من وسائل الإعلام، إلا انّه لوحظ وجود اتجاه نحو الانخراط في توصيات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والخاصّة بدعوتها وسائل الإعلام ومنظّمات المجتمع المدني لتحسيس النّاخبين بضرورة المشاركة في الانتخابات.

وقد سجّل التقرير في بعض محطات الحملة مشاركة وسائل الإعلام في حملات التربية المدنية، فيما يخصّ نشر ثقافة المشاركة الانتخابية كشكل من أشكال ممارسة واجبات وحقوق المواطنة. وهذه الحملات تعتبر استمرارية للحملة التي انخرطت فيها الكثير من الوسائل الإعلامية مع بداية التسجيل في القوائم الانتخابية ومع بداية مسار التحضير للانتخابات بعد اتفاق أطراف الحوار الوطني على رزنامة الانتقال الديمقراطي في مرحلته الثانية.

وثمن التقرير مشاركة وسائل الإعلام في هذه الحملة المدنية لنشر ثقافة المواطنة والتربية على الانتخابات وعلى تحسيس المواطنين بالانخراط في هذا المسار وضرورة تشجيع وسائل الإعلام في المواعد الانتخابية القادمة، من أجل تنظيم ورشات مشتركة، بهدف تحرير دليل يختصر أشكال تدخل وسائل الإعلام في نشر ثقافة المواطنة والتربية على الانتخابات بما يجعل وسائل الإعلام تنخرط بشكل ايجابي في مشروع بناء مسار انتخابي ديمقراطي.

التوصيات التي أصدرها التقرير

يمكن اختصار أهم التوصيات التي نراها ضرورية في مسار تحسين الأداء الإعلامي في تونس، بما يمكّن وسائل الإعلام من أن تساهم إيجابا في بناء الجمهورية الثانية، وفي ارساء القواعد المهنية في العمل الصحفي، فيما يلي:

توصيات موجهة للمؤسّسات الإعلامية:

ـ الفصل بين الإدارة ورئاسة التحرير

ـ الإعلان عن الخط التحريري

ـ الإعلان عن مصادر التمويل

ـ انتاج مدونة سلوك داخلية خلال الحملة الانتخابية

ـ تحديد برنامج واستراتيجيّة إعلامية واضحة لتغطية المواعيد الانتخابية

ـ الالتزام بالقانون الانتخابي وقرارات الهيئات المعنية كهيئة الانتخابات

ـ تكوين وتدريب الصحفيين قبل الحملات الانتخابية

ـ عدم الاعتماد على صحفيين يشغلون مهمّة ملحقين صحفيين للأحزاب خلال الحملات الانتخابيّة

ـ عدم الاعتماد على صحفيين يشغلون مهمّة ملحقين صحفيين للأحزاب خلال الحملات الانتخابيّة.

توصيات موجهة للصحفيين:

ـ الاطلاع والالتزام بكل القوانين والرقارات ومدونات السلوك التي تنظم تغطية الحملات الانتخابية

ـ الالتزام بالنزاهة وعدم قبول العمل كلمحق صحفي لحزب ما أو مرشح ما خال الحملات الانتخابية

ـ الإقبال على الدورات التدريبيّة المنظمة في هذا الصدد

ـ تسليط الضوء على فحوى البرمج الانتخابية بدل التركيز على النشاطات والتصريحات

للنقابة الوطنية للصحفيين:

ـ اصدار مدونة سولك خلال الحملات التنتخابية

ـ تنظيم دورات تدريبية للصحفيين

ـ حماية الصحفيين تمن تسلط الإدارة على العمل الصحفي

توصيات موجهة للهيئات والمؤسسات الدستوريّة:

ـ ايجاد آلية تتخصّص في تحديد وتنظيم سوق الصحافة تزود الجمهور بالمعلومات الخاصّة بالسحب والمبيعات وغيرها من المعطيات الهامّة

ـ بعث مجلس الصحافة الذي يضطلع خلال الحملات الانتخابيّة بتحرثر مدونة السلوك ورصد المادة الصحفية

توصيات موجهة للأحزاب:

ـ عدم الاعتماد على ملحقين صحفيين يشتغلون بمؤسسات إعلاميّة

ـ تسهيل حصول الصحفي على البرامج الانتخابيّة

ـ دفع المترشّحين للتوجّه الى الإعلام وليس قادة الأحزاب غير المعنيين بالانتخابات مباشرة.

وفي ختام اللقاء الذي شهد حضور نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري وممثلين عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومرصد الإعلام في شمال إفريقيا والشرق الأوسط والمنظمة الدولية لدعم الإعلام، تم توزيع شهادات على الملاحظين الذين شاركوا في عملية الرصد. وأكد الأستاذ العربي شويخة على ضرورة عدم التفريط في الخبرات التي تم تكوينها مع أهمية المحافظة على نواة تعمل على رصد مختلف ما يغطيه الإعلام التونسي من أحداث.

شيراز بن مراد